هاتين هي عيناك ..


في حياتنا الحاضرة صعب تجد من يتميز عن غيره فكرًا و سلوكًا و اسلوبًا اصبحوا الناس يتشابهون، لكنها تميزت جدًا عن غيرها بل إنها فارقت كونها إنسانه تقليدية وأصبحت مُميزة من مظهرها البسيط إلى أعقد الأفكار اللي تسكن مخيلتها وفكرها، في فكرها يسكن الفن وفي كفها ينطق الفن، رسامه تحيك على اللوح منظورها من مخيلتها للواقع، ( بسمة ) لها نصيب مين اسمها فهي ترسم ايضًا على وجه من يراها البسمة، هي فنانة تميزت من دراستها بالمدرسة بالرسم اللوحات الجميلة بل إنها تقضي معظم وقتها في الرسم أو بالبحث عن فكرة لوحة مُميزة، اختلفت بأفكارها هي لا تبحث عن شخص يكملها ولا تؤمن إنها تحتاج ذلك الشخص، هي اكتفت بألوانها وكراسها والشخص الذي يقبع في مخيلتها يشاركها افكارها، تميزت في دراستها فهي تنظم وقتها جيدًا، انتهى بها المطاف في كلية صحية فهي اختارت مجال مهني تساعد فيه الناس قبل أن تساعد نفسها في الحياة، رغم فكرها المُبهر إلا أنها مكرسته بالدراسة والرسم مُبتعدة عن النقاشات والجدالات التي تراها لا تغني ولا تُجدي، لها صديقات كُثر وليست لها صديقة، هي الفتاة اللطيفة المحبوبة من قبل الجميع بسبب موهبتها وفكرها فهي فتاة قوية تعتمد على نفسها مُستغنية عن الاستعانة بالغير قدر المُستطاع، هي فاتنة وفنانة، مُفكرة لكن أسيرة الكرسي (مُقعده)، هي لم تُقيد بفكرة العجز بل لم تصدقها، باعتمادها على نفسها شيدت شخصية مُميزة وقوية من نعومة اظافرها..

في أحد المعارض الفنية شاركت في لوحاتها الجميلة، وكانت الأنظار على إبداعها وتفاصيل لوحاتها المجنونة، وكانت معتادة على مدح الناس وانبهار الناس من لوحتها، كانت لها لوحة كان بها رجل مُقيد بها شعر الامرأة وكانت تعني بفلسفتها المرأة بسحر تفاصيلها تأسر الرجل بمفاتنها وتجعل الرجل لا يفارقها وهي لا تفارق باله، لكن الشخص الذي أتى في وقت متأخر للمعرض الذي نالت فيه المدح والثناء على لوحاتها وفنها، رأى ما لم يراه الجميع، فهي رأته واقف عند لوحت الرجل المُقيد وينظر بها بتمعن شديد، وكأنه يرى بها المعنى الحقيقي ويفهم فلسفتها، فهي بكل ثقة سألته (ماهي فلسفتي في هذي اللوحة؟) فكان جوابه صادمًا لها بكل ما تعنيه الكلمة (لوحة جميلة، واتمعن فيها لأنها تصف إن المرأة لا تستطيع العيش بدون أن تفكر بالرجل! ولربما إنك تعتقدين سبب رسمك بها العكس، لكن عندما رأيتك عرفت لماذا سميتها بالتحديد وبكل بساطة لأنك لستِ واثقة بأنك ستحصلين على الرجل وإن حصلتِ فغالبًا ليس المناسب والسبب بكل بساطة هذا الكرسي!) فسارعت بأخباره إنه مخطئ وإن فلسفتها تختلف لكنه لم يهتم لما تقوله وغادر وهو يقول (لوحاتك جميلة ترسم معاناتك، يمكن لو ترسمينها بوعي أكثر تكون أجمل)، فكانت كلماته تتردد في بالها دائمًا حتى أنها كانت ليلة صعبة عليها لتتقبل من هذا الكلام بين كل المدح الذي حصدته.

مر أسبوع ولم تستطع رسم لوحة واحده أو حتى يصفى ذهنها من كلام ذاك الشخص، وكل ما تفكر فيه هو عبارة عن تساؤلات (كيف تجرأ؟ ماذا يعني بكلامه؟ هل هذا صحيح؟)، خلق الشك بداخلها لأول مره وغضب، بعد مرور الأيام تغلبت على الأمر خصوصًا إنه شخص واحد من المئات ومن يكون أصلًا؟ فبدأت تجهز لوحات جديدة وأفكار جديدة للمعرض القادم بكل شغف فهي لديها طموح عالي وسقف توقعات عالي جدًا، كانت في هذي المدة كل ما تباشر في رسم لوحة جديدة ترّى بها عيناه الباردة لكنها سرعان ما تغلب على الأمر وتباشر في رسم لوحتها بك أدقان كالمعتاد بل بأكثر دقة، بالرغم من تغلبها على الأمر إلا أن سكن بها غضب وكأنه لمس بداخلها جرح لم يراه أحد وهي لم تراه عمدًا، كما لو اُصبت بجرح لكنك لا تُريد أن تراه خوفًا من عمقه وشدة ألمه ولا تُريد أن يراه أحد خوفًا من ردة فعلهم عليه، في مرور هذا الشهر كانت تلم شتاتها وشتات افكارها وكيف أنها فقدت توازنها فقط من جملة شخص غريب لا يعرفها وهي لا تعرفه، ف وعدت نفسها أن لا تقع بنفس الفخ هذا مرة أُخرى.

بعد مرور هذا الشهر وفي هذا المعرض أيضًا نالت إعجاب الكثيرين وبان جوهرها أكثر في لوحتها، وكانت بينها وبين نفسها تنتظر هذا الشخص لكي يأتي مع العلم أنها كانت تشك أنه سيأتي، تأخر الوقت فقررت أن تذهب تشتري قهوة وماء، وهي راجعه لمكان لوحاتها تفاجأت أن الشخص كان واقف نفس المكان لكن ليس نفس اللوحة فهذي اللوحة كانت عبارة عن (فتاة تحمل أمور عدة بيدها وبشعرها ومصورة شعرها بأنه ايادي عدة) فلما رأته واقف عندها فقالت (اعتقد إني جاوبتك بخصوص حاجتي لأحد فأنا لا احتاج لاحد إطلاقًا ولم اهتم بيوم بحصولي على الرجل، ودائمًا الرجال من يهتمون بالحصول على النساء وليس العكس)، فقام بأخذ القهوة من يدها وهي متفاجئة ووضع القهوة على الأرض فقال (اعذريني انا لا أستطيع الرد عليك عن طريق اللوحات لأني لست بـ رسام، لكن هل تستطيعين اخذ القهوة من الأرض؟) "مُبتسمًا"، انصدمت ولم تستطيع الرد عليه! فقام بأخذ القهوة من الأرض وقدمها لها قائلًا (على الرحب أنا أحب أساعد الناس خصوصًا الذين يدعون عدم حاجتهم لأحد وهم بحاجه من يرفع لهم الأغراض التي تسقط منهم، وأنا لم أقل أبدًا أنك مهتم بتختارين رجل أو بالحصول على رجل، بل أنا قلت بأنك خائفة من عدم اختيارك من قبل أي رجل!) وذهب وهو يقول (لوحاتك جميلة أكثر من المرة الفائتة أنا متشوق أني اراها المرة القادمة).. وهي في حالة هدوء وسكوت تام..

لم تتصور أبدًا إن هذا سيحدث، لم تشعر بمثل هذا الإحراج أو الألم وحتى الندم! هي لم تنم إطلاقًا تلك الليلة بل سهرتها ولم تبكيها ايضًا، لكنه كيف استطاع أن يفعل هذا بها حتى إنها لم تستطيع أن تنطق بهذا الموقف لأحد، وكل ما تفكر به (لماذا فعل هذا بي؟ هل أنا استحق هذا؟ لماذا لم اقل واقل واقل؟) تركها في ليلة لم تستطع هي تخطيها، اشعرها بالعجز الذي لم تشعر به هي ابدًا، اشعرها بالأمور الذي تفتقدها جدًا وسهرت على الشعور بالنقص تلك الليلة..

بعد مرور من الوقت تخطت الصدمة الذي أحدثها ذاك الشاب بأفعاله وأقواله، وفي احد المعارض التي حضرت بها (بسمة) ولم تشارك بها مع العلم أن لوحاتها لم تغب قط عن معرض، ومع غياب لوحات (بسمة) حضرت لوحات أحد زميلاتها الرسامات (نُهى) وكانت اللوحة مفعمة بجرعة أبداع لا حدود له وهي عبارة عن عيون تسكنها المجوهرات وكانت هُناك عبارة مرفقه مع الرسمة (عيناكِ مُدججه بالألماس) فكانت مُذهله بالنسبة لـ (بسمة) جدًا وكأنها اللوحة التي لا طالما بحثت عنها (بسمة)!
فلم تتردد أن تسأل (نُهى) عن سر هذي اللوحة وكيف تراودت إلى أفكارك فكانت الإجابة: اسم (نوار) هو من أعطاني الفكرة والعبارة، هو صاحب التصور الإبداعي وانا صاحبة الإتقان الفني، وبين أطراف الحديث ظهر (نوار) خلف (بسمه) اثناء تسأل بسمة عن من هو (نوار) هذا؟ فأجابها من خلفها (إين ركن لوحاتك؟) فقالت (نُهى) هذا هو (نوار)، فأجابته (لم أشارك هذي المرة)، وعلت على وجهة (نوار) الاستنكار مع الاستغراب قائلًا (هل هذا لأن كل الناس تجاملك على لوحاتك، وأنا صاحب أول انتقاد احمل وزر توقفك عن المشاركة؟ لم أظن ان ركن مميز مثل ركنك هش)، فانزعجت (بسمه) وكانت هذي المرة الأول التي ترد عليه (لا تعتقد أن الأمور التي تدور حولك سببها أنت، خصوصًا ركني ولوحاتي لأنها أمر لن تدركها إن لم تكن رسام)، تبسم (نوار) فقال (من حسن حظك أنا لست رسام، ومن حسن حظك ايضًا عدم مشاركتك في هذا المعرض لأنه سيكون فاضل، بسبب وجود هذي اللوحة الإبداعية التي سوف تتفوق على كل فتياتك " يقصد لوحاتك) فقاطعت حديثهم (نُهى) قائلة (هل أنتم أطفال؟)، فغادر كل من الاثنين المكان وكان الجو يعلوه التوتر من قبل الثلاثة!!

كان موعد المعرض القادم بعد شهرين، وكان كل من الطرفين يبذل جهده وكأنها ستكون ساحة معركه فنية والأجمل منهم سينتصر، كانت (بسمة) ترسم كل يوم في منتصف الليل بسبب الهدوء اللي يسكن الليل الطمأنينة التي تعيشها الشخص في منتصف الليل أمر جدًا عميق لا يستطيع أي أحد تصوره في رسمة، فكانت تحاول أن ترسم حال الطمأنينة التي يشعر بها الشخص في الليل بصورة فنية عالية العمق والادقان حتى لا يشكك أي شخص في قدرتها الخارقة على الرسم، بينما ( نوار ) و (نهى) كانوا يبذلون جهدهم حتى تكون لوحتهم الأولى مقارنة بـ اللوحة القادمة تبدو سخيفة!

كان كل يوم يمضي ويقترب من المعرض كل منهم يتحمس حتى أنه يغفو إلى النوم بالقوة! كل منهم كان يثق باللوحات التي سيقدمها، وبعد مرور شهر وتبقي شهر عن المعرض تصادفوا الطرفين في مقهى كان (نوار) و (نهى) يجلسان يتكلمان عن انجازهما بعدد اللوحات الجميلة جدًا الذي اتموها، بينما (بسمة) كانت عابره من عندهم وانصدمت إنهم يجتمعان بمكان غير المعرض!
ف بدأ الحوار بين (بسمة) و (نهى) بينما (نوار) كان هادي وصامت وحريص أن يتكلم معها ويقول شيء يفضح أمر أفكاره، بينما (نهى) كانت ستقول إنهم انهوا جميع اللوح والعدد المطلوب "سبعة رسمات"، فقاطعها (نوار) قائلًا (أتممنا اثنتين أجمل من هاتان)، لم تفهم (بسمة) إلا أنهم انتهوا من لوحتين وإن الوقت لم يسعفهما لم يتبقى الا شهر، لكنها لم تفهم "هاتان"؟، بينما (نهى) علمت بما يعنيه بـ "هاتان" يقصد بهما "أعين بسمة"!
بعد مغادرة (بسمة)، توتر الجو بين (نهى) و (نوار) بسبب اهتمام (نوار) في (بسمة) وإن جال همه أن يهزمها متناسي إنهم يتشاركون في لوحة فنية، إن بداية المشوار مع (نهى) كانت بهدف إصدار فن مُلفت، فن مُغر للأعين مُلهم للعقل، فكان (نوار) يقول (صحيح، وهذا ما نفعله الآن واهتمامي بها من عدمه لا يغير من جودة افكاري ومشاركتي لوحاتك، لكن أنا لست أعلى من كوني زميل لك باللوحات!)، كانت الأجواء يعلاها التوتر بينهم، بينما إنهم صنعوا لوحات جميلة جدًا كانت بإتقان (نهى) وبأفكار (نوار)..

أتى وقت المعرض، الكل مُترقب للركنين ركن (نهى) المُدجج بالأفكار الرهيبة، وركن (بسمة) صاحبة الادقان العالي والجوة الرهيبة، كانت بسمة كالعادة مجهزه لوحاتها بالترتيب والتي تحتار من بهم الأجمل، كان ركن (بسمة) يحتوي على سبع لوحات، كانت كلها ملهمه خصوصًا لوحتها التي جسدت بها الليل إنه رجل يحتضنها، بينما (نُهى) أتت باللوحات كاملة معدا لوحة كانت مع (نوار) والذي تأخر قليلًا!
كان ركن (بسمة) يغلب ركن (نهى)، وكان يراود (بسمة) إني ملكة المعارض التي شاركت بها كلها، لن يتغلب علي أحد في الرسم على الأقل في معارضي، كان هذا ما يراودها حتى أتى (نوار) وكان يحمل اللوحة المغطاة بقطعه قماش واعتذر لـ (نهى) عن التأخر ووضع اللوحة بمحلها وكانت ثواني يترقبها الكل وخصوصا بسمة من بين الجميع، كانت تُريد أن تثبت للشخص الذي انتقد لوحاتها إن مهما فعلت لن ترسم مثلها أو بمستواها حتى وإن استعنت بأحد الرسامين، ف لما أزال (نوار) قطعة القماش عن اللوحة وكشف لوحته حل السكوت على المعرض كله، والكل كان يتأمل هذي اللوحة العميقة جدًا والدقيقة جدًا، فكانت اللوحة عبارة عن (فتاة شعرها ليل مرصع بالنجوم وكان وجهه يشرق نورًا كأنه شروق الشمس) فكان تصور خيالي لفتاة تجمع أواخر الليل مع شروق الشمس بدقه تتجاوز الخيال والتصور والتجانس اللي بالصورة كان خارق، فكان لكل منبهر ويتجمعون حول ركن (نهى) بينما ركن (بسمة) شبه فارغ، ف كانت (نهى) تنظر إلى (نوار) باستغراب كبير وكأنها لم ترسم هذي اللوحة وكانت (بسمة) تشاهد هذا المظهر، وفي نهاية المعرض خرج (نوار) الى الخارج بعيد عن الناس وجلس يسترخي قليلًا من هذا اليوم الصعب، فجاءت إليه (بسمة) وكانت غاضبه جدًا، فقالت له (غششت، هذي اللوحة لم ترسمها {نهى} إني رأيتها كيف تنظر إليك! هي لم ترسمها أنت غششت!) وكانت قليلًا وستبكي، فقال( إن بكيتِ ف سبب بكاءك ليس لوحتي، لوحتي ليس لها ذنب في بكاءك، ستبكي لأن ركنك الذي لا طالما أحبيته رأيت الناس تغادره ويذبل بينما الشخص الذي انتقدك في بداية المطاف أتى باللوحة التي تشغل الناس عن مديحك!)، وهي تبكي (اللوحة ليست من رسم نهى، هذي اللوحة أنت غشيت بها، من رسمها؟)، قال ( لم أكن اريد ان أريك العجز في الفن، لكل شخص حدوده) فقالت وهي تبكي ( من رسمها!!!!!)، فأجاب ( أنا من رسمها في يومين وسبب تأخري إني أتميتها في اول ساعه من المعرض هذا الذي اخرني)، فقالت (تكذب أنت لا تعرف أن ترسم!!) فقال (هل رأيتني يومًا ارسم؟ أنتِ لا تعرفين إلا إسمي)، كانوا يجلسان في جانب بعيد من المعرض مضاء بإنارة خافته، هي كانت تبكي على كرسيها وهو كان جالس بجانبها على الأرض، لم يغادر المكان وهي تبكي وقال (أبكي وكأني لم أكن موجودًا) فقالت (سأبكي لأنك موجودًا)، فقال (سأترك لك اللوحة لتأخذيها وإن كنتِ تكرهيها)، وغادر هذا المكان بعد أن توقفت عن البكاء..
وعندما عادت إلى ركنها وجدت اللوحة متروكه لها بين لوحاتها ومكتوب في خلقها (هاتين هي عيناك!)، لم تفهم ما يعنيه من هذي العبارة، وكان تفكيرها مشوش وكانت تريد فقط أن تغادر وتذهب إلى فراشها لكي تخلد الى النوم دون التفكير بأي شيء وبدون أن تقلق عن أي أمر كانت شهرين مُده قصيره وثقيلة وكانت هذي الليلة أثقل عليها..

عندما افاقت اليوم التالي صباحًا، كان أول صباح لم تفكر بها باللوحات والرسم، كان اول صباح بعد أن بكيت مع الشخص الذي ابكاها، كان اول صباح بعد أن شعرت أن الذي قدمته في المعرض ليس كافيًا، كان اول صباح بشعورها بالنقص ليس جسميًا إنما فنيًا!
كان سيقام معرضان في الشهر القادم في منطقتين مختلفتين وكانت تنتظر هذي المعرضين اشد من المعرض الذي فات، ليس لكي ترد الصاع صاعين فقط بل لكي تراها، تريد أن يجيب تساؤلاتها (لماذا ترسم لك نُهى بينما أنت أفضل منها بالرسم، لماذا لا تشارك بالمعرض، لماذا ولماذا ولماذا؟) كل هذي التساؤلات تخطر في بالها كل ليلة ولا تفارقها ..

لم يأتي في المعرض الأول ولم يأتي في المعرض الثاني ايضًا، وكانت لأول مره تأتي للمعرض ليس لتري الناس فنها بل لتنتظر من أعجز فنها، كانت تنظر في وجوه العابرين من ركنها وتتمنى أن تراه، لأول مره لا تكره أن تراه .. كانت متشوقة لأن تراه كانت ستخبره كم كانت لوحته ملهمه لها وكانت تسهر ليلة لتأملها وليلة أخرى لـ ترسم بها، لكنه لم يأتي!

كانت تُريد أن تسأل (نهى) عنه لكنها لم تستطع، حياءهُا كان يغلب على الامر والانتظار وصبرها نفذ وكل ما نظرت خلف لوحته وقرأت (هاتين=عيناك) تكاد أن تُجن لتعرف ماذا يعني؟ فكانت كل معرض تنتظره وكان كل معرض لا يأتي .. اشغل بالها ولوحاتها!
كانت تشعر بالندم على (سأبكي لأنك موجودًا) كانت تشعر بالندم على ذنب غيابه ..
لم تعرف ما قيمة وجوده إلا في حين كانت بانتظاره!
ليس فقط بكل معرض بل بكل ليلة أمام لوحته .. تمنت أن يخرج منها !


تعليقات